أولاً: الوضع الفلسطيني:
في نبرة تحدٍّ واضحة لكل العالم ولحقوق الفلسطينيين، صرَّح الصهيوني نتنياهو أن القدس ليست "مستوطنةً" ولكنها عاصمةٌ للصهاينة في مؤتمر إيباك الصهيوني، وفي الوقت نفسه تحاول الإدارة الأمريكية إضاعة الوقت وتضليل الرأي العام في كل الأمور، فلولا تواطؤ الأمريكان وسير السلطة الفلسطينية في ركابهم ما حدث ما سبق أن حذَّرنا منه مرارًا؛ لأن الصهاينة لا يعرفون إلا الغدر والخيانة.. ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 100) ولا يردعهم إلا القوة.
وبدلاً من مواجهة هذا الصلف الصهيوني تستمر السلطة الفلسطينية في ممارساتها القمعية وانتهاكاتها بحق المقاومة وأنصارها في الضفة الغربية المحتلة؛ حيث قامت باختطاف العديد من أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محافظات الخليل ونابلس وطولكرم وجنين.
كلُّ ذلك والشعب الفلسطيني الأبي يحاول مواجهة الترسانة الصهيونية بصدور أبنائه البواسل، وقدَّم الشهداء في بداية انتفاضته الثالثة من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصةً المسجد الأقصى.
ولذلك فإن الإخوان المسلمين يؤكدون:
1- أن العلماء والكُتَّاب والمثقفين عليهم مهمة عظيمة في توعية الأمة وتعريفها بطبيعة الصراع مع الصهاينة، ورفض الفكرة التي يروِّج لها البعض أن فلسطين مسئولية الفلسطينيين فقط، ولكنها مسئوليتنا جميعًا، وأن فلسطين تمثِّل خطَّ الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري، وأن الحق لا بد أن ينتصر مهما علا الباطل، إذا تمسكنا بقضيتنا ودافعنا عنها ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).
2- أن الأنظمة العربية يجب أن تتحرك لنصرة القدس ومقدَّساتنا، وأن تعطي الحرية لشعوبها للتعبير عن غضبتها، ولا شك أن منظمات المجتمع المدني عليها دور كبير في استنكار كل أشكال الاغتصاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني في حق الأمة كلها والوقوف ضدها.
3- أن الجامعة العربية- بكلِّ مؤسساتها ومنظمة المؤتمر الإسلامي- يجب أن تتحرك لإيقاف هذا العنت الصهيوني، والعمل على سرعة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الصهاينة، ومع كلِّ من يساندهم، وألا يفرطوا في مقدسات الأمة.
4- أن المجتمع الدولي عليه مسئولية كبيرة للتدخل الفوري لإنقاذ المسجد الأقصى من عدوان الصهاينة، والوقوف ضد محاولة تهويد مدينة القدس، ويجب ألا تكيل المنظمات الدولية ومجلس الأمن بمكيالين؛ لأن ذلك سوف يؤثر- لا محالة- في الأمن والسلم الدوليين.
ثانيًا: الأزهر الشريف والأمل في إنقاذ الأمة:
الإخوان المسلمون يتمنون لفضيلة الإمام الأكبر الجديد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن يوفِّقه الله في المنصب الذي له في نفوس المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي مكانةٌ وقيمةٌ مستمدةٌ من دوره التاريخي في نشر الدعوة الإسلامية والفكر الوسطي المعتدل، كجامع وجامعة في محيطه العربي والإسلامي والإفريقي، والذي كان جزءًا أصيلاً وفاعلاً في دور مصر وقوتها في دول العالم.
ونؤكد أن المنصب له مهابة وقدسية، وكان المرجع في أوقات الشدة والأزمات لكل طوائف الشعب المصري، وكانت له وقفاتُ نضال مجيدةٌ ضد كل أشكال الظلم والعدوان والاحتلال، ونأمل أن يستمر هذا الدور ويزداد للدفاع عن قضايا المسلمين ومقدساتهم، وخاصةً المسجد الأقصى.
ونلفت إلى أن هناك تحدياتٍ ومهامَّ صعبةً أمام فضيلة شيخ الأزهر الجديد؛ لجعله قبلةً حقيقيةً لطلاب العلم والثقافة الإسلامية الوسطية من أنحاء العالم كافةً، مثلما كان دائمًا من خلال مدينة البعوث الإسلامية التي كانت منارة علم لطلاب تبوَّءوا مناصب مهمة في دولهم، وظلُّوا على ولائهم لمصر وأزهرها يفاخرون بانتمائهم له، وكانوا خير رسل وسفراء في بلادهم.
ونأمل من الشيخ الجديد أن يدفع الأزهر إلى الأمام، ولا يتيح الفرصة لأي حزب أو هيئة بالتدخل في شئون مؤسسة الأزهر؛ حتى يبتعد الأزهر وشيخه عن الشبهات.
تقبلوا تحياتىىىىى