ابراهيم المصرى
عضو نشيط
رقم العضوية : 714 عدد الرسائل : 97 العمر : 39 نقاط : 5511 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 الدعاء :
| موضوع: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الثلاثاء 30 مارس 2010, 9:01 pm | |
| تاريخ لم يكتبه الطبري وابن الأثير!تجوع الأمة حتى تأكلها الإماء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا أدري إن كان هذا الزمن يأتي تكرارا هزليا لزمن سبقه، ولا قدرة خيالية تسعفني على استشراف نوع اللغة التي سيسجل فيها على دفاتر التاريخ بعد دهور من الآن، تقطع خيوط الوصل بين "الآن" وبين ما سيأتي، خيوط واهية أنا على يأس يقين أن أحدا في هذا المستقبل سيبذل كل جهده لقطعها مع "آننا" الوجودية والحضارية كأمة. نعم أنا لا أنظر للجزء الملآن من الكأس –على الأقل حين أنظر إلى التسعة آلاف وباقي كسورها التسعية الفارغة منه، أوقن أن التاريخ لن يسجل الكثير عن الكسر الباقي من المياه -التي كانت دما حين لم تزل تؤمن بالشريان والوريد، والتي تكاد تتبخر من الكأس- ليوازيه مع الفائض المشؤوم، الذي لن يوازيه عبر العصور شيء، اللهم إلا إذا لم نعش لنشهد ما هو أكثر، بعد أن خرقنا كل قواعد الفيزياء وأثبتنا بالتجربة العملية أن هناك ما هو أدنا من الهاوية وما بعد الهاوية، على نقيض من عدم اعتقادنا بأن هناك ما هو أعلى من مستوى أكتافنا، وان الحفر في الوادي السحيق بحثا عن مزيد من الانكسار لن يشفع لبقايانا من الكسر أكثر والتفتت حتى الطحن والتذري، حتى أصغر دودة سنقابلها قبل كبد الأرض الذي سيحرق تاريخنا وسيقيئ رماده غير آسف عليه
صحيح انك حين تقرأ لابن الأثير، ستشعر بالزغب النابت على ظهرك كأنه مسامير ملايين القنافذ الشيطانية تتقافز عليه لتحفر أكثر بحثا عن قلبك لتأكله، في وجع الحد الذي تمنى فيه ابن الأثير لو أن أمه لم تلده ليشهد ما شهده من ذل العرب، الذل الذي طغى على بغداد حتى بكاها كل من سمع بسيرتها، الذل الذي جعل أذلتها أعزتها متسلقين العروش التي بناها هولاكو من جماجم أهلها كما سيصير إليه المجد اللاحق ممن هم أكثر ذلا من دهماء بغداد على أكتاف من هو أكبر مجدا من المستعصم
ذلك الذل والانحطاط الذي ضرب به المثل في العرب الذين ينحشرون في دائرة رسمها لهم قاتلهم في الشارع ريثما يعود فيجتث رؤوسهم مذهولا من جبن القوم، الذين تعفنت جثثهم حتى كثرت الأوبئة في الشام من فساد الهواء الآتي من العراق على ما نقله ابن كثير
وصحيح أن العربي جرى على لسانه في ذلك الزمن الذي سرت فيه الدهماء أن يرجوا ربه لو كان حصاة تركل في الطرقات على أن يكون إنسانا يلوك ألمه وذله في أرض تتكالب عليها الآلام
لقد ضمن أهل البصرة بقاء نسلهم حتى يومنا هذا بفضل تقبلهم العيش في توابيت داخل القبور لأشهر طويلة، استساغوا فيها أكل الميتة والفئران والكلاب حتى انقرضت، فأبدعوا أكل جثث من قتله القرامطة الحاكمون آنذاك، حتى صارت من مناهج رجالهم قطع رؤوس الجثث قبل إحضارها إلى النساء والأطفال ليأكلوا منها مخافة أن يصادف احدهم رأس عزيز عليه وهو يزدرد لحمه ليبقى حيا في ذلك الزمن البالغ السواد على ارض السواد، حتى ليذكر لنا الطبري حكاية المرأة التي كانت تأكل من جثة ابنتها التي لم يحل قطع رأسها دون معرفتها.
ولا يترك لنا ابن الأثير فرصة أخرى للشك في أمنيته "يا ليتني كنت ترابا" حين يخبر عن عكا المحاصرة من قبل الصليبين والتي جاعت حتى أكلت من خاصرتها وشرب أهلوها من بولهم، دون أن يجدوا شديد حيرة في المكان الذي سيذهبون بجثث شهدائهم إليه بعدما كانت بطونهم مثواها الأخير، ولا يشفع صمودهم ذلك لهم في أن يدفع سلاطين الشام والعراق ومصر لنصرتهم، بل والانكى يسهم في تعجيل الخيانة من الولاة خوفا من صمود أكبر سيحيل فكرة الاحتلال إليهم
أجل يا سادة العصر.. تاريخ فائض بالوجع والحزن، وتراث من اليتامى والثكالى إلى الحد الذي صار تقليدا لدى نساء الأمة اللائي اعتدن الثكل والترمل أن يكون زيهن الشعبي في كل أقاليم العرب مكون في جملته من السواد من الجزيرة والعراق والشام ومصر حتى مراكش هذا التاريخ الذي يبرر بذكرياته بعض منظري الهزيمة وإدمان الذل والسقوط، بأن ما كان في الماضي تليد ما هو أفظع لكن الماضي على كثرة مخازيه كان تليدا لم يخجل منه ابن خلدون وان تنبأ بانحداره أكثر مع فساد المدنية ذاتها التي بات يحذر منها فلاسفة الغرب من نيتشة غالى غوته وحتى شبنجلر مستفيدين مما آلت اليه المة العربية. لم يتبرأ منه ابن الأثير وإن تمنى الموت قبل إن يراه، فأحدهما عاصر كرامة للأمة خلدها صلاح الدين والآخر شاهد الفتح العربي والإسلامي يكاد يقرع أبواب كوبنهاغن
وكلاهما إن تألم لمصاب العراق أمام تتر هولاكو، لم ينكر العز في فلسطين التي صدت ذات المغول، وإن توجع للشام الموبوءة بالصليبيين أكد على أن النهضة قادها الموحدون من المغرب، رغم كل الألم في جزء من جسد الأمة، فإن الأمل كان في مكان آخر، كان كأس فيه أنصاف تكاد تتساوى بالملء والنقصان
أما نحن فهل نعتبر النجوم التي تحترق في الشهادة أكثر من نقاط مضيئة تشتعل وتذوي، في زمن لما زاد سواده من ألق النجوم الاستشهادية، اختلق ضبابه وسديمه الخانق، ارتد إلى نفسه مستنقعا، قاعا ما بعد قاع، ثقباً أسودَ وأفضل من ينتمي إلى نظرية انحناء الكون وجاذبية الثقب الأسود تختطف الضوء من نفسه..
ماسجله الطبري وابن الأثير وابن كثير وابن خلدون، صفحات بصفحات نقرأها كل بالصيغه التي إليها ننتمي، أما نحن فبأي لغة سيقرأنا المستقبل، بأي لوثة، أي أمنية سيتمناها من سيرث خزيا ليس اخزي منه بعد الآن، أي جذر سيعود له ليبني خياراته؟!
وهو يقرأ عن الذين كرروا أكل القطط والكلاب وجثث الموتى في تل الزعتر والصومال والسودان، لكن دون صلاح دين أو قلاوون أو قطز أو حتى معتصم يتنافخ بآخر أمجاد العرب ما تراه وهو يقلب صفحات تحكي عن أسفل قيم تبنتها أمة انساح أبنائها ذات يوم حتى شربوا من نهر الياغنتسي في الصين، وأكلوا من أعناب سفح البرينيه على حدود فرنسا وأوشكوا على سبي المتوحشات في أعالي الرين، حتى وصلت إلى أن تتذلل احتلال بلدانها، وتأسف عن تاريخ ليس لها!
إذا لام تاريخه القديم عن عدم نصرة القدس التي خاضت في دماء ابنائها حتى الركب، فماذا سيقول حين يقرأ عن لاحقها حين شربت ذات الأمة من دماء أبناء غزة حتى الثمالة، وباعت، وتاجرت، وحبست ومنعت حتى ضج الفرنجة من لؤمها على ذاتها، وثارت هي على تدخلهم في شؤون موتاها!
ماذا سيقول التقي في ذلك اليوم حين يسمع أن مصر الكنانة، التي تستجلب القداسة بأقاويل مدسوسة عن كونها تحوي خير أجناد الأرض، عن أنها سيرت جيوشها وبوليسها لقتل الغزيين الواقفين على الأسوار يتفرجون على فن صقل الفولاذ وإعادته إلى بطن الأرض!
ما سيحمل في جيناته من مقاومة للكفر بها لما يحمل له التاريخ نبأ أكثر من مائة وأربعين ألف مسجد توحدت في يوم الجمعة بالدعاء على أهل غزة وأبناء غزة ومقاومة غزة لأنهم يطلبون الحياة بما لا يشبه إنقضاء الأجل في عقائد الأزهر!
ماذا سيدون عن الكرامة حين يتوقف عند صفحات وقفات عز نادرة، أحدها كان غضبا من بلد عربي بسبب هزيمة في كرة القدم، وآخر بسبب السيادة التي انتهكت بالافتراض من احتمال قيام الجياع بأكل لحم ظالمهم هذه المرة لا لحم شهدائهم..
ثم عن ماذا سيحكي له التاريخ عن ذات الشعب الذي شل نصفه في ضفة وترك نصفه الآخر يتشظى في غزة عن ماذا وأي حفيد لك يا هذا السيد ستترك ليحكى!
ليسوا ثمانين مليوناً هنا، أو عشرين هناك. ليسوا رعايا طاغية في أرض السواد يستنجدون بوالي إفريقيا، ليسوا إلا جسدا واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت عليه باقي الأعضاء بالعض والنهش والخناجر..! تقبلوا تحياتى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
جزائرية قلبها فلسطيني
مــــــشـــــرفة
رقم العضوية : 667 عدد الرسائل : 281 العمر : 32 الموقع : http://algeria.riadah.org/forum.htm المزاج : الحمد لله تمام نقاط : 5788 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 الدعاء :
| موضوع: رد: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الثلاثاء 30 مارس 2010, 9:47 pm | |
| موضوع رااااائع ومتميز والله يستحق التقدير
مشكوووور اخي | |
|
ابراهيم المصرى
عضو نشيط
رقم العضوية : 714 عدد الرسائل : 97 العمر : 39 نقاط : 5511 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 الدعاء :
| موضوع: رد: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الثلاثاء 30 مارس 2010, 9:59 pm | |
| ولو أنني أوتيت كل بلاغة ****** وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلا مقصرا ***** ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر اشكر مرورك الكريم | |
|
ahmad alking
المراقب العام
رقم العضوية : 34 عدد الرسائل : 4216 العمر : 33 الموقع : رفــــح .. القلعاء الصفراء المزاج : عالي وممتاز نقاط : 8517 تاريخ التسجيل : 28/05/2008 الدعاء : الأوسمة : تميز :
| موضوع: رد: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الثلاثاء 30 مارس 2010, 11:20 pm | |
| جميل ما خطيتيه
كتبت
قدمت
شاركت
فـ
أبدعت
| |
|
Ahmed
مــــــشـــــرف
رقم العضوية : 5 عدد الرسائل : 1459 العمر : 30 الموقع : http://palestine.5forum.net المزاج : لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين نقاط : 6773 تاريخ التسجيل : 23/04/2008 الدعاء : الأوسمة :
| موضوع: رد: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الثلاثاء 30 مارس 2010, 11:56 pm | |
| موضوع جمبل جدا بل رائع
لكن أخي انا لاحظت على مواضيعك ان الخط يكون فيها صغير جدا أرجو منك الإهتمام أكتر بتنسيق مواضيعك لك التحية لجهدك الرائع و أتمنى منك الإستمرار تحياتي | |
|
ابراهيم المصرى
عضو نشيط
رقم العضوية : 714 عدد الرسائل : 97 العمر : 39 نقاط : 5511 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 الدعاء :
| موضوع: رد: القدس تحترق ( والعرب يتفرجون ) الجمعة 02 أبريل 2010, 9:24 pm | |
| لكم منى جزيل الشكر على مروركم الكريم واشكرك اخى احمد على نصيحتك الغالية تقبلوا تحياتى | |
|