ذكرى النكبة
60 عام من التشرد والاضطهاد فلسطين .. وطن سليب وشعب غريباستقلال المحتل .. ونكبة الحر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جوريون يعلن قيام دولة اسرائيلفي مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل اليهود بـ"يوم استقلالهم".. أما نحن فهو "يوم نكبتنا"..
يحتفلون بقيام دولتهم التي أقاموها في غفلة ونوم وتغافل من العرب، مدعومين سياسيا
وماليا وعسكريا من الخارج..
وقد بدأت خيوط المؤامرة ببازل بسويسرا عام 1897، وبلغت ذروتها المشئومة في 15-5-1948
وهو يوم "النكبة".. واليوم نسترجع بعض ملامحه لعلها ترشدنا في زمن "وكستنا"..
مفهوم النكبةإنها فصل الشعب عن أرضه، وهي طرد أهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948،
وهم حينئذ 85%من أهالي الأرض التي أصبحت تسمى زورا وبهتانا "إسرائيل".
وتبدأ قصة النكبة واقعياً عام 1917م حيث خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لهم
بعد أن خدعتهم بـ"تحريرهم من الأتراك" (الدولة العثمانية)، وأصدرت في الثاني من نوفمبر
1917م على لسان وزير خارجيتها
آرثر بلفور وعداً ينظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين..
.. وكان هذا وعد من لا يملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الحق
وخلال 28 عاماً من حكم الانتداب البريطاني، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات
التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولة عام 1948
كان عدد اليهود عند الاحتلال البريطاني 56 ألفا أي 9% من مجموع السكان، وكان غالبيتهم
من رعايا الدول الأجنبية،
وما إن انتهى الانتداب البريطاني عام 1948 حتى أصبح عددهم 605 آلاف يهودي،
نتيجة الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا رغم معارضة الأهالي ومقاومتهم
وثوراتهم، وأهمها ثورة 1936، وهكذا أصبح اليهود يمثلون 30% من سكان فلسطين الذين
بلغ عددهم حوالي مليوني نسمة عام النكبة.
أما أرض فلسطين فقد كثفت الصهيونية جهودها وجنّدت موظفي حكومة الانتداب الصهاينة
لإعطاء اليهود حق امتياز استغلال الأراضي التي اعتبرت أملاك دولة، وأنشأت بريطانيا
إدارة للمساحة هدفها تحديد ملكية كل أرض لمعرفة كيفية الاستيلاء عليها.
ثم تدفقت أموال اليهود لشراء هذه الأراضي دون الفلسطينيين.
وكانت ضالة اليهود المنشودة في الاستيلاء على أرض فلسطين هم كبار الملاك الغائبون
من رعايا الدول العربية المجاورة، وبعدها اتجهوا إلى كبار الملاك الفلسطينيين الذين
يعيشون في المدن. أما الفلاحون المتمسكون بأرضهم يفلحونها منذ مئات السنين،
فقد ضيقت بريطانيا عليهم الخناق بفرض الضرائب الباهظة عليهم حتى لا يجد الفلاح
المسكين غير المرابي اليهودي لإقراضه مقابل رهن أرضه التي لا تلبث أن تقع في
حوزة اليهودي بسبب عدم السداد.
ورغم هذه الجهود غير الحميدة والمكثفة للاستيلاء على أرض فلسطين،
فإن الصهيونية لم تنجح في الاستحواذ على أكثر من 6% من مساحة فلسطين،
أو 681.1 كيلومتراً مربعا، منها 175 كيلومترا مربعاً امتيازات تأجير طويل الأمد منحتها
بريطانيا لليهود، و57 كيلومترا مربعا حصة في أرض غير مفروزة، و449.1 كيلومترا مربعاً
تملكها اليهود مباشرة، وإن لم يتم تسجيلها كلها بشكل قانوني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هجرة الفلسطينيين عن أراضيهمحرب صورية لأنظمة عربيةدخلت قوات نظامية صغيرة من الدول العربية، متفرقة غير متعاونة، لحماية الشعب الفلسطيني
من هذه الكارثة، استجابة لغضبة الشعب العربي وتظاهراته، لكن قدراتها العسكرية وعددها
كان أقل بكثير من القوات الصهيونية التي أصبحت الآن تسمى بإسرائيلية.
جاءت القوات النظامية إلى فلسطين دون خطة موحدة، أو معرفة بالبلاد أو بالعدو، وكان عددها
مجتمعة حتى لو كانت تحت قيادة موحدة لا يتجاوز ثلث القوات الإسرائيلية؛ ولذلك لم تتمكن
هذه القوات من وقف المد الإسرائيلي الذي سرعان ما انتشر ليحتل اللد والرملة ويمد جسراً
إلى القدس ويحتل مساحات واسعة في الجليل.
كانت هذه إشارة أولية إلى هزيمة العرب، كان احتلال اللد والرملة من الفصول المأساوية في
تاريخ فلسطين؛ إذ استيقظ سكان المدينتين والمهاجرون إليهما من قرى يافا المحتلة على أخبار
انسحاب القوات الأردنية بقيادة الإنجليزي جلوب باشا وهجوم القوات الإسرائيلية من الشمال
والشرق.. قُتل من لجأ إلى المساجد والكنائس، وطرد الأهالي بقوة السلاح وبترويع المذابح،
واتجهت قافلة بشرية من 60 ألفا في رمضان وتحت شمس الصيف اللاهبة إلى رام الله. ولما
طال الطريق، تساقط المتاع القليل الذي حملوه على جانبي الطرق ثم تبعه الشيوخ والمرضى
ثم الأطفال. والقوات الإسرائيلية تحثهم على السير، ومن عثر على ماء ليشرب أطلقوا عليه
الرصاص.وعندما أعلنت الهدنة الثانية بين العرب واليهود قفز عدد اللاجئين إلى 630 ألفا، وتم
طردهم من 378 قرية حتى ذلك التاريخ، واحتلت إسرائيل أرضا تساوي 3 أضعاف الأرض اليهودية،
وهي من أخصب الأراضي وأكثرها كثافة سكانية، وبذلك انتهت فعلياً حرب فلسطين.
لكن النهم الإسرائيلي لم يشبع، فاتجهت قواته نحو الجنوب لتحتله وتهزم الجيش المصري أكبر
قوة عربية، بينما كانت الجيوش العربية تنتظر دورها ولا تقوم بمهاجمة العدو وإشغاله، ففي
منتصف أكتوبر، احتلت إسرائيل مساحات واسعة من الجنوب حتى بئر السبع وجنوب القدس،
وامتدت على الساحل الجنوبي، وأصبح عدد اللاجئين 664 ألفا طردوا من 418 قرية حتى ذلك الوقت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]العصابات الصهيونية في حرب 48توزيع الغنائمإن ما حدث في فلسطين يشهد بأن التاريخ الحديث لم يتقدم حضاريا كما يزعمون.. فهل من التحضر
أن تغزو أقلية أجنبية وطن الأكثرية بدعم سياسي ومالي وعسكري من الخارج، وتطردها من وطنها وتزيل ملامحها مثلما حدث في فلسطين؟!.
لقد وزعت إسرائيل البيوت الجميلة في القدس الغربية وحيفا وغيرهما على البارزين
من رجال الحكم، واستوعبت مئات الآلاف من اليهود القادمين من بلاد عربية في باقي المساكن،
أما القرى، فقد نُسفت وهدمت ثلاثة أرباع البيوت فيها هدماً كاملاً، والربع الباقي بدرجة أقل.
لقد نجحت الصهيونية في الاستيلاء على الأرض حتى الآن، وفصلت أهلها عنها وشتتتهم في أنحاء
الأرض فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية.. لكنها لم ولن تنجح في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي بقي حياً ومتماسكاً، ولم يندثر كما اندثرت أمم قبله في كوارث أقل جسامة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المهاجرون اليهودإن ما حدث في فلسطين يشهد بأن التاريخ الحديث لم يتقدم حضاريا كما يزعمون.. فهل من التحضر
أن تغزو أقلية أجنبية وطن الأكثرية بدعم سياسي ومالي وعسكري من الخارج، وتطردها من وطنها وتزيل ملامحها مثلما حدث في فلسطين؟!.
لقد وزعت إسرائيل البيوت الجميلة في القدس الغربية وحيفا وغيرهما على البارزين
من رجال الحكم، واستوعبت مئات الآلاف من اليهود القادمين من بلاد عربية في باقي المساكن،
أما القرى، فقد نُسفت وهدمت ثلاثة أرباع البيوت فيها هدماً كاملاً، والربع الباقي بدرجة أقل.
لقد نجحت الصهيونية في الاستيلاء على الأرض حتى الآن، وفصلت أهلها عنها وشتتتهم في أنحاء
الأرض فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية.. لكنها لم ولن تنجح في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي بقي حياً ومتماسكاً، ولم يندثر كما اندثرت أمم قبله في كوارث أقل جسامة.