هذه رسالة من الشيخ عبدالمجيد مطير
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله,الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن الخطأ من طبيعة بني آدم فهو مخلوق من طين، وركبت فيه غرائز وشهوات يميل لها ميلا فطريا وخلق الله عز وجل الشياطين الذين تمحضوا للشر والفساد وإغواء بني آدم.
وقد يستقيم الإنسان ويصلح حتى يكون في أعلى عليين وقد ينحط ويتردى حتى يصبح في أسفل سافلين.
وقد امتن الله عز وجل على عباده بأن جعل من أسماءه جل وعلا:
الغفور, الحليم, التواب, واسع المغفرة, غافر الذنب, قابل التوب, الرحمن, الرحيم, الكريم, الوهاب, الجواد؛ وبمقتضى ذلك يغفر الله لمن يشاء من عباده ويتجاوز عن سيئاتهم وذنوبهم وخطاياهم إذا تابوا إليه وأنابوا ولم يصرواعلى ما فعلوا.
و اما بعد اخوتي في الله
فانني من الشباب المسلم المتحيز لدين الله و حسب, رافضا لكل مبدأ يقوم على مساومة أو تفريط في جنب الله و و خصوصا ان كان على حساب أي هوى من اهواء النفس أو مصالح دنيوية زهدتها و ابتعدت عن دنياي أطلب اخرتي , فكان التزامي و حرصي على أداء واجباتي كمسلم .
لقد عشت في قطاع غزة طيلة عمري حتى الان البالغ 39 عاما و لم اجد أي منارة علم يحتذى بها تصلح ان تكون مرتعا لمن أراد التزود و التفقه في دين الله
خالصة دون ان تشوبها الفتن و القلاقل و التجاذبات و أظننا في ذلك حالنا حال أغلب امتنا التي تسعى لنيل مرضاة الله عز و جل الا من رحم ربي فكم كان حلم يروادني أن أقيم بجوار رسول الله صلى الله عليه و سلم في المدينة المنورة اتفقه و اتزود بعلم نافع و اصل الى علوم الدين وأنهل علما من منابعها,
لا اريد الاطالة بالحديث عن ذاتي و لكني وجدت ضالتي في القطاع على يد أخوة افاضل يدعون الى دين الله بالموعظة و الكلمة الحسنة و هم رجال اشداء في ذات الوقت لا يخشون في الله لومة لائم مسلحين بالعلم و البنادق مجاهدين في سبيل الله عدوهم يهودي غاصب لأرضهم منتهك لحرمات دينهم مذل لشعوبهم ولأبناء جلدتهم فأي شرف لي أكبر من شرف الانضمام اليهم انهم ابناء القسام أبناء حركة المقاومة الاسلامية حماس.
انخرطت في صفوف الحركة المجاهدة عام 1995 أي بعد عودة العائدين الفلسطينيين الذين حكموا القطاع على أساس اتفاق اوسلوا الخبيث
لقد عانيت ورفاقي من رجال السلطة الجديدة حيث بعدهم عن الدين و انشغالهم عن أمر الله و تنسيقهم المباشر مع اليهود- عليهم لعنة الله- و قسوتهم على أبناء حركة حماس التي اتخذت موقف المعارضة من تلك الاتفاقيات اللعينة.
كنا في تلك الفترة نمتلك عزة و منعة و متفرغين لدين الله عز و جل و للتخطيط للعمليات الاجهادية لنثخن في العدو و لنفشل مخططات أسلو حتى لا يمر ذلك المشروع على أبناء أمتنا الاسلامية و قد سعينا بكل جهد و قوة اتانا الله اياها لافشال أمرهم و اظهار مفاسدهم على الملأ لكي يفقدوا تأكيد الامة و يفقدوا ثقتهم بعملهم السياسي.
منذ أن قررت حركة حماس أن تخوض الانتخابات التشريعية التي تدعمها اتفاقيات أسلو و مدريد المذلة و نحن في صفوف الحركة ينتابنا نوع من الحرج الشيديد و التشكك في نوايا و أهداف الحركة , خاصة ان اخوتنا في حركة الجهاد الاسلاميي رفضوا الانضمام الى المشروع الاسلوي السياسي اللعين الذي قاد علينا ويلات متعاقبة و ليس اخرها الانفلات الامني الذي أدى بنا الى رفع السلاح على بعضنا البعض و جعلنا نقتل من أبناء ديننا و ملتنا الشيء الذي سيحول بيننا و بين رحمة الله ان لم يغفر لنا و يرحمنا و يصلح حال ولاتنا و أمارئنا في حركة حماس و لقد تجاوزت تلك المرحلة التي أوقعت مقتلة في المسلمين و تعذيبا و أعاقات متعمدة بأوامر واضحة من قيادات الحركة أصلح الله أمرهم , تجاوزتها بكل صعوبة و مرارة حتى كان الاستقرار الامني الذي حكم غزة بالعصى و النار و لم يحاور الخارجين عن ولاة أمر المسلمين بالتي هي أحسن.
جاء أمر الجهاد في سبيل الله و حق علينا الخروج لساحات الوغى لملاقاة اليهود عليهم غضب الله بعد ما أعلنت الحرب على أبناء المسلمين في غزة و قد استنفرنا و طلبنا من الله الصبر و الثبات و لكن كان الامر الذي لم نتوقعه فبعد بدء الاجتياح البري طلب منا عدم التوجه الى أرض المعركة كما طلب منا حلق لحانا و الالتجاء الى أقرب و أأمن ملجأ في المستشفيات و المدارس و هنا اتوجه بالسؤال الى اخوتي في قيادة كتائب القسام بتعليل ذلك و على الملأ انشاء الله لكي يحق الحق و نخرج من دوائر الغموض التي و الله انها تزعزع قلوب أبناء القسام في داخل القطاع,
بعد انتهاء الهجوم البري و بعد ما أعلن العدو هزيمته و توقف حربه أمرنا بالتوجه الى المناطق الحدودية و الى مواقع العمليات و التوغل فذهبت و مجموعتي الى شرق خان يونس تحديدا بالقرب من( خزاعة) و بعد وصولنا جائتنا الاوامر بجمع السلاح من جميع المقاتلين الذين شاركوا بالمعركة من الفصائل الاخرى و خصوصا من التابعين لحركة فتح و اعتقالهم و جائت الاوامر التي أبغض (اطلقوا النار على أقدامهم إن رفضوا ,و ان تصدوا لكم فتصدوا لهم بالمثل)
فوجدت أنا و مجموعتي أحد المقاتلين من كتائب الاقصى بدت عليه علامات التعب و الإعياء ووجهه أغبر و يحمل رشاشا و قنابل يدوية و منظار. نادينا عليه بالصوت العالي ليلقي سلاحه و يسلم نفسه و إلا كان مصيره الموت طلب مني شخصيا أن أسمح له بقضاء حاجته فسمحت له بدقيقة واحدة فلما وجدته تأخر صحت عليه بالصوت فقال لي يا أخي أرجوك لا تقترب مني الان فسوف أرمي سلاحي و قنابلي لكم و أرجوك أن تستغفر لي الله ثم رفع صوته عاليا سامحيني يا أمي و أرضي علي قالها بالعامية (سامحيني يمه و أرضي عليا) ثم شهد الشهادتين فركضت عليه لأمنعه فكان قد سحب حزامه الناسف -الذي أعده لليهود- و فجر نفسه , انتحر ذلك المجاهد الذي نذر نفسه للجهاد في سبيل الله و الدفاع عنا نحن أبناء غزة أبناء الاسلام, أنا لا أبرر له فعلته القبيحة لأن ذلك ذنب عظيم قد خالف فيه الشرع و كان في ذلك نصوصا واضحة تحرم فعلته.
لقد فعل ذلك لأنه يعلم جيدا ما هو مصيره إن وقع في يدنا معتقلا و يعلم جيدا أن قدماه سيطلق عليهما النار عندما يصل الى قيادة القسام في داخل القطاع لأنه عصى الأوامر و لم يسلم سلاحه في وقت سابق, أصابتني شظية من جسده بترت ساقي دون قصده سامحه الله , و عندما انتهت الحرب أرسلتني قيادة الحركة الى مصر للعلاج رغم أنني رفضت و قلت لهم خذوا من هو أحق مني فهناك رجال أصيبوا من العدو أما أنا فلا, و لكنهم أصروا على معالجتي بدعوى أنني ابن حماس و الاولوية لي.
الان و بعد كل ما اقترفته من قتل و تعذيب و مداهمات بحق أبناء ديني,
أعلن انا العبد التائب النائب المتذلل لوجهي ربي الكريم الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين
توبتي أمام الله و خلقه و أدعوا أخوتي في قيادة حركة حماس باعادة النظر بكل ما يخالف أمر الله و أدعوهم لتغليب أمر الله على مصالح الحركة السياسية
انكم محل ثقة الأمة فليس أفضل من صيانة تلك الثقة و العودة الى صفوف المقاومة الخالصة و البعد عن المناكفات و استغفار الله على ذنوب عظيمة بل و كبائر سقطتم بها و جررتمونا الى فتن كنا و كان المسلمون بغنا و بعد عنها.
أشهد الله بعزته و جلالة و ملائكته و رسله أني بريء الى يوم الدين من ما فعلت و اقترفت في صفوف حركة المقاومة الاسلامية حماس بحق البعض من أبناء المسلمين و فقرائهم في قطاع غزة
بارَك الله لنا وللمسلمين وللعالمين في كتابه الكريم وفي سنة نبيـه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم،انما كتبت ذلك للنصيحة و الدعوة و التحذير و الله من وراء القصد.
أقول قولي هذا ونستغفر الله لنا ولوالدينـا ولأهلنا وللمسلمين ..
الاسم : عبدالمجيد مطير
التاريخ 06/02/2009
من مستشفى الاسماعيلية – جمهورية مصر العربية
علي ما اعتقد وحسب الاعتراف بأن هذا الشخص من خان يونس حيث ان هذه الرسالة ارسلت لافراد من حماس يعملون مع هذا الشخص .