عصافير البطن..حقيقة علمية
--------------------------------------------------------------------------------
هل سمعت من قبل احد يقول عصافير بطني تزقزق ؟! نحن نجوع ونأكل ، وعصافير بطوننا تزقزق، فيما العلماء يبحثونعن أسرار تلك " الظاهرة " . وبما أنهم لم يتوصلوا الى شيء مؤكد حتى الآن ، فليس لناسوى الاستمرار في الجوع وفي الاكل ، وفي الاستمتاع بزقزقة عصافير بطوننا .
منمنا لم يسمع " كركرة " بطنه أو زقزقة عصافيرها عندما يجوع؟.. ظاهرة يعرفهاالجميع،لكن لا أحد كلف نفسه عناء إيجاد التفسير العلمي لها
وحسبما يقول أخصائيالجهاز الهضمي الدكتور " جان كلود رامبو "،فإن كل ما هو معروف عن هذه الظاهرة حتىالآن هو أنها نتاج حركة الغازات والسوائل داخل المعدة والامعاء ، والتي تشتد بصورةلافتة، ومزعجة ، في حالات الجوع الشديد .
ولمزيد من الفهم لابد من معرفة أنالجهاز الهضمي يحتوي بصورة دائمة على كميات وافرة من الغازات والسوائل بعض هذهالغازات ، كالأزوت مثلا، يأتي من الهواء الخارجي ، فيما يأتي بعضها الاخر عن طريقعمليات التخمر التي تحصل في الامعاء ، بسبب البكتيريا الطبيعية التي تقوم بامتصاصما تبقى من السكر الذي لم تمتصه الامعاء الدقيقة ، وخلال وبعد امتصاصها لذلك السكرتولد عدة أنواع من الغازات داخل أمعائنا الغليظة .
أما فيما يختص بالسوائل فهيإما أن تكون مشروبات رفضت الامعاء امتصاصها ، أو إفرازات سائلة ينتجها الجسم ،كالعصارة المعوية مثلا، والتي هي عبارة عن مزيج من حكض الهيدروكلوريد وانزيماتتفرزها المعدة .
والآن ، كيف تحصل حركة هذه السوائل ، حتى عندما يكون الجسممستلقيا وبلا حراك ؟ الحركة الذاتية التي يتمتع بها الجهاز الهضمي هي التي تقومبتحريك تلك السوائل يقول الدكتور " رامبو" ، ذلك ان المعدة ، والامعاء أيضا ، محاطةباغشية عضلية تسمح لها بالانكماش والانبساط الدائمين. فبعد تناول وجبة طعام تحصلتقلصات ضعيفة متتالية مهمتها خلط المأكولات ودفعها خطوة خطوة في الطريق الى مناطقالجهاز الهضمي من المعدة الى طرف مدخل الامعاء الدقيقة . اثر ذلك ، وبعد دخول القسمالاكبر من الخلطة الغذائية " المطحونة " وامتصاصها عبر الجدران الداخلية للأمعاء،تتوقف تلك التقلصات الضعيفة لتحل مكانها عمليات ضغط شديدة مهمتها تسريع دفع الكتلةالغذائية الى أقصى ما يمكن داخل الامعاء الدقيقة .
هل أن كركرة البطن ، أو زقزقةعصافير ، هي نتاج هذه الحركات المتعاقبة من الضعيفة البطيئة الى القوية السريعة ؟.. يقول الدكتور " رامبو " بأنه لا يمكن تأكيد ذلك حتى الآن، إنما بالامكان أن نتصورما تحدثه تلك الحركات في سوائلنا وغازاتنا الداخلية .. ومن هنا ، تصدر تلك " الاصوات " التي نسمعها والتي تحدث ، سواء في حالة الجوع أو فور النهوض عن مائدةدسمة.